الذي يحول بينه وبين ذلك تمكن الهوى منه وسيطرته عليه. فالقلب هو مجمع المشاعر والعواطف داخل الإنسان .. هذه العواطف يتجاذبها طرفان .. الطرف الأول: الإيمان بما في العقل من عقائد وأفكار، والثاني: الهوى وما تميل إليه النفس.
فالعقل يريد من القلب تنفيذ مقتضيات أفكاره وقناعاته، والنفس تريد من القلب تنفيذ ما تهواه وتميل إليه من شهوات وحظوظ.
فالصراع بين الإيمان والهوى يتم قبل كل فعل يقوم به العبد، وأيهما أقوى سينتصر ويستولي على إرادة القلب، ومن ثم يكون الفعل من نصيبه هو: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص/50].
فلحظة المعصية تعكس انتصار الهوى على الإيمان، ولحظة الطاعة تعكس انتصار الإيمان على الهوى في القلب كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن " (?).
وعلى قدر تمكن الإيمان بالله من مشاعر الإنسان وقلبه يكون انعكاس ذلك على السلوك بأعمال صالحة، وعلى قدر تمكن الهوى من تلك المشاعر تكون المعاصي والغفلات.