عوائق التغيير

قد يقول قائل: إن كل ما قيل في الصفحات السابقة قد سمعناه مرات ومرات، ولا يوجد من يختلف حوله، ولكن النقطة التي نقف عندها ولا نستطيع تجاوزها هي كيفية التغيير.

كيف نحول الكلام النظري إلى واقع عملي؟

كيف يصبح الله عز وجل أحب إلينا وأعز علينا من كل شيء؟

كيف تتغير اهتمامتنا من تفكير في المستقبل والأولاد و .. ، إلى تفكير فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى؟

كيف نخرج حب الدنيا من قلوبنا ونتخلص من جواذب الأرض والطين؟

كيف نسارع في القيام بأعمال البر، ونهجر كل ما يغضب الله عز وجل؟

نظرة إلى واقعنا:

قبل طرح التصور المقترح عن كيفية تغيير ما بأنفسنا لابد أن نشخص معا الحالة التي وصلنا إليها، والأسباب التي أفرزت هذا الواقع الذي نشاهده.

لنسأل أنفسنا؟!.

لماذا نتكلم كثيرا عن المبادئ والقيم ولا نستطيع أن نُلزم أنفسنا القيام بمقتضيات هذا الكلام؟

ما الذي يحول بيننا وبين تنفيذ التوجيهات التي تُلقى على مسامعنا؟!

ما الذي يجعل سلوكنا لا ينطبق مع قولنا؟!

هل الجهل هو السبب؟!

وكيف يكون ذلك وما قيل ويقال للأمة الإسلامية عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة يكفي لإصلاح الأجيال حتى قيام الساعة؟!

ومع هذا كله فإننا لا نجد في واقعنا أثرا أو تغييرا حقيقيا يكافئ هذا الكم من الكلام.

إذن فهناك انفصال بين القول والفعل .. بين الواجب والواقع .. فما السبب في ذلك؟!

الإجابة عن هذا السؤال تستلزم معرفة الدوافع التي تدفع الإنسان للسلوك بصفة عامة والمراحل التي يمر بها قبل أن يظهر للواقع.

كيف يتم السلوك؟

لكي يظهر سلوك اختياري ما إلى الوجود، فإن هناك ثلاث مراحل لابد أن تتم داخل الإنسان:

أولا: القناعة العقلية بالفعل المراد القيام به.

ثانيا: إصغاء قلبي لصوت العقل ورضاه بما يشير إليه.

ثالثا: صدور أمر من القلب إلى الجوارح بالتنفيذ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015