الصلاة والسلام: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب: 40) .
«لا نبي بعدي» (?) .
كان من المناسب مع ختم الرسالة، أن تكون الرسالة الخاتمة شاملة لكل ما يحتاج الناس إليه في وقتها الذي نزلت فيه، وفي المستقبل الذي يكون من بعد إلى قيام الساعة؛ بحيث لا يضلون بعدها إن تمسكوا بها، ولا يحتاجون لغيرها في تدبير شئونهم: (?) «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي» (?) .
وكان طبيعياً - والرسالة الخاتمة على هذه الصورة - أن يكون الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم أعظم رسول بين الرسل، وأعظم من أقلت الأرض. ولا نبعد عن الحقيقة كذلك إن قلنا: إن الرجال الذين رباهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا - بعد الرسل الكرام صلوات الله عليهم - أعظم رجالات التاريخ.
نستطيع أن نقول بصفة عامة: إن القيم والمبادئ التي يشتمل عليها منهج التربية المستخدم ذات تأثير كبير فيمن يتربون عليها، وإنه على قدر عظمة هذه القيم والمبادئ يكون مستوى المتلقين من الصفات الحميدة والأخلاق العالية. كما نقول من جانب أخر إن شخصية المربي ذات تأثير كبير فيمن يتلقون عنه، ,إنه على قدر عظمة المربي يكون مستوى المتلقين عنه من الرفعة وكرم الشمائل. ونقول من جهة ثالثة: إن استعداد الفطر التي تتلقى من المربي له تأثير كبير في المستوى الذي يمكن أن يصل إليه المتلقون من الرفعة، على قدر ما يكون في هذه الفطر من السلامة والبعد عن الأمراض. فإذا أخذنا في اعتبارنا هذه العناصر الثلاثة، أمكننا أن نكون فكرة عن الأسس التي قامت عليها القاعدة الصلبة التي أنشأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن نوعية هذه القاعدة التي غيرت وجه التاريخ.