كيف ندعو الناس (صفحة 164)

للطغاة أن يضحكوا على ((الجماهير)) فيقولوا لهم: إننا لا نحارب الإسلام، وإنما نحارب الإرهاب!

* * *

من أجل ذلك كله نصر على التربية البطيئة الشاملة، التي تبدأ بإنشاء القاعدة الصلبة ثم تتوسع على مهل، ولو استغرق ذلك عدة أجيال!

إن مجموع الأمراض التي أصابت الأمة وحولتها إلى غثاء كغثاء السيل، ثم جلبت إليها الأعداء يتداعون عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها أخطر من تعالج علاجا سطحيا، بالوعظ أو التوجيه الروحي أو الشحن العاطفي أو التوعية الفكرية أو التربية الجهادية، إذا استعملت أي واحدة من هؤلاء بمفردها على أساس أنها علاج سريع ينقذ الأمة من واقعها، وينقلها من حال إلى حال.

لسنا بصدد ترميمات جزئية في بناء قائم. ولكننا بصدد تجديد الأساس لبناء كان قد أوشك على الانهيار، وكل ترميم يفقد قيمته ويفقد فائدته إذا لم يجر تجديد الأساس.

أساس هذا الدين لا إله إلا الله!

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: 24-25) .

وسؤال واحد، تحدد إجابته القضية تحديداً واضحاً حاسماً لا لبس فيه: هل الناس- إلا من رحم ربك- على وعي بحقيقة لا إله إلا الله؟

الجواب عندي واضح.

إن كثيراً من الدعاة أنفسهم مازال لديهم غبش كثيف حول مقتضيات لا إله إلا الله، وبالذات حول نواقض لا إله إلا الله، لأنهم هم أنفسهم لم يتخلصوا بعد من آثار الفكر الإرجائي، الذي أخرج العمل من مسمى الإيمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015