ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم القهما دمى!

ويقول غيره:

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا!

في تلك البيئة، يؤذى رجال ذوو حسب ونسب، منهم من هو من أشراف قريش ذاتها، ثم لا يردون!

شيء يلفت النظر ولا شك، لأنه مخالف مخالفة تامة لأعراف البيئة.

بعبارة أخرى، شيء ليس من صنع البيئة. فلا بد أن يكون من صنع شيء آخر خلاف البيئة!

ثم يشتد الأذى ويستمر وهم صابرون!

هنا معنى جديد ليس من صنع البيئة كذلك، ففي سبيل أي شيء يحتمل هؤلاء ما يقع عليهم من الأذى، ثم يظلون مصرين على التمسك بما يعرضهم للأذى؟

أفي سبيل شرف القبيلة؟ أفي سبيل مغنم من مغانم الأرض؟ أفي سبيل شهوة من شهوات الأرض؟

لا شيء من ذلك كله. إنما هو سبيل ((عقيدة)) يعتقدونها.

وقد تفهم هذه البيئة أن تكون العقيدة أعرافاً وتقاليد، يستمسك الناس بها، وقد يقاتلون من أجلها، أما أن يتحملوا الأذى في سبيلها -وهم لا يردون - فأمر جديد كل الجدة على هذه البيئة، بيئة الأعراف والتقاليد!

ثم نمضي شوطاً آخر، فيتضح أمر جديد.

إن الأذى يشتد حتى يصبح مقاطعة اقتصادية واجتماعية، ويصل إلى حد التجويع، بل يصل ببعض الناس حتى الموت، ولا يتخلفون عن عقيدتهم!

لا يمكن - في عرف البيئة، ولا في عرف البشر عامة - أن يتحمل الناس مثل هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015