فعُلُو أمتنا وعزها ومجدها مرتبط بمدى إيمان أفرادها واستقامتهم على أمر الله {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139]، وكلما ضعف الإيمان بين أفراد الأمة، خرجت الأمة من دائرة المعية والتأييد الإلهي، واستبدلت رضا الله بغضبه .. {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه:81].

السؤال: اذكر من الجزء الثاني من القرآن آية تؤكد هذا المعنى، وأن الكرامة والولاية من الله على قدر الاستقامة من العبد.

العمل الصالح:

الدعاء هو الطلب من الله واستدعاء معونته، وأهم سبب لاستجابة الدعاء هو إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وكلما اشتد الافتقار أسرعت الإجابة {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62].

ولا يقف شيء أمام الدعاء، فبسببه يُسخِّر الله أقوى الأشياء وأعظمها لأضعف الأشياء وأصغرها، ولنتذكر دعاء يونس عليه السلام الذي دعا به ربه بقلب منكسر فسخر الله له الحوت والبحر وأنجاه من الظلمات {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87، 88].

فلنجتهد في الدعاء في هذا اليوم وكل يوم على أن تكون استغاثتنا بالله كاستغاثة المشرف على الغرق، وأن تكون الدعوة الرئيسة هي أن يمن الله علينا ويحيي قلوبنا في هذا الشهر، وأن يذيقنا حلاوة الإيمان، ولذة معرفته سبحانه.

3 - رمضان

مع القرآن:

في يوم من الأيام، وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع الصحابة إذ قال لهم: «يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلى قصعتها» فانزعج الصحابة انزعاجا شديدًا من هذا الوضع المخيف، فسأل أحدهم عن سبب ذلك، وهل هو قلة العدد؟! فأجاب صلى الله عليه وسلم: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل» فاشتد الأمر غموضا .. فما السبب إذن؟! هنا يستطرد صلى الله عليه وسلم في الكلام شارحًا وموضحًا لوضع الأمة آنذاك، فيقول: «ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»! فيسال أحدهم: وما الوهن؟! فيجيب صلى الله عليه وسلم: «حب الدنيا وكراهية الموت» صحيح الجامع الصغير .. نعم حب الدنيا هو الوهن الذي بسببه ضاعت الأمة وأصبحت مفعولاً به وليست .. فاعلاً .. باتت تحت الأقدام، يتنازع أمرها الجميع، وهي مستسلمة .. خاضعة .. ولكن أليس حب الدنيا وكراهية الموت مرادفين لضعف الإيمان؟!

الإجابة: بلى، فكلما ضعف الإيمان زاد حب الدنيا، وزاد البعد عن الله، وزاد بعد الله عنا .. إن مشكلتنا التي نعاني منها الآن ليست في نقص العدد أو العدة .. بل في ضعف الإيمان.

هذه هي الحقيقة التي ينبغي ألا نغفلها إن أردنا أن ننهض مرة أخرى.

السؤال: هناك الكثير من الآيات في القرآن تؤكد أن مشكلتنا مشكلة إيمانية وأنه بالإيمان والتقوى ينصلح الحال، وتأتي المعونة من الله، وبدونهما يسوء الحال، ويزداد الذل والهوان .. اذكر آية من الجزء الثالث تؤكد هذا المعنى.

العمل الصالح

تهيئة القلب للصلاة: كلما هيأ المرء نفسه للصلاة كانت استفادته منها أكبر، ومن وسائل هذه التهيئة: إنهاء أي شيء معلق يشغل البال، والوضوء، والتبكير للمسجد قبل الأذان ... قال أبو الدرداء: إن من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015