وهذا أحد السلف وهو عبد الواحد بن زيد يسأل زياد النميري: ما منتهى الخوف؟
قال: إجلال الله عن مقام السيئات.
فقال: ما منتهى الرجاء؟
قال: تأمل الله على كل الحالات (?).
ولأننا في هذه الصفحات نتناول عبودية المحبة، وكيف ننميَّها في قلوبنا، فإن الحديث سيكون بمشيئة الله وعونه منصبًا على كل ما يستثير مشاعر الحب لله عز وجل والرجاء فيه، لذلك أطلب منك ومن نفسي - أخي القارئ - ألا تنسى هذه الكلمات التي تم ذكرها في هذا التمهيد وأنت تقرأ الصفحات القادمة، ونفس الأمر سنطلبه منك بمشيئة الله عندما نتحدث عن عبودية الخوف والخشية لله عز وجل في موضع آخر.
يقول ابن عطاء في حكمه:
إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك، وإذا أردت أن ينفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه.
ونحن هنا في هذه الصفحات نريد - بعون الله وكرمه - أن ينفتح لنا باب الحب والرجاء في الله، لذلك سيكون غالب الحديث في التعرف على الله الودود، ومظاهر معاملته الحانية لنا.
* * *