كأني بك أخي القارئ تتساءل عن الدليل العملي لهذه العلاقة المميزة بين الله سبحانه وتعالى وبين عباده البشر، بل وبينك أنت على وجه الخصوص.
لا أريدك أخي الحبيب أن تطلب دليلا واحدًا، بل اطلب ما شئت من الأدلة فهي - بفضل الله - أكثر من أن تحصى، فمظاهر حب الله لعباده كثيرة كثيرة، تنتظر منا أن ننتبه إليها لنستدل من خلالها على الرب الودود سبحانه وتعالى.
كل ما هو مطلوب أن نُعطي عقولنا الفرصة لكي تقوم بالمهمة التي خُلقت من أجلها .. مهمة التعرف على الله.
فبالتفكير في مظاهر حب الله لعباده، مع الاجتهاد في تجاوب المشاعر مع هذا التفكر ستزداد المعرفة بالله الودود، وستستولي هذه المعرفة - بإذن الله - على الجزء الأكبر من مشاعر الحب في القلب، لتظهر الثمار الطيبة لهذا الحب بصورة تلقائية ودون تكلف.
وفي الصفحات القادمة سيتم الحديث بعون الله عن بعض مظاهر حب الله لعباده، والمطلوب منا أن نتفكر فيها جيدًا، ونعيش معها بعقولنا ومشاعرنا، لعلها تساهم في إشعال جذوة حب المولى سبحانه وتعالى في قلوبنا.
وستلحظ أخي القارئ أننا في أغلبها نتوجه إليك بالخطاب ليكون ذلك أدعى لاستشعار معانيها بصورة أقرب إلى الحقيقة والواقع.
* * *