لا يفهموا , وقد يتخذ أمثال هذه الأحاديث البطلة (?) المباحية (?) ذريعة إلى ترك التكاليف ورفع الأحكام , وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد خراب العقبى. وأين هؤلاء ممن إذا بشروا زادوا جِدًّا في العبادة؟ وَقَدْ قِيلَ لِلْنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:أَتَقُومُ اللَّيْلَ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?): «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».
ولهذا أستغرب كل الاستغراب من موقف أولئك الدعاة الذين لا يفتأون يذكرون للناس حديث الذباب وغمسه في الطعام!.
أو حديث لطم موسى لملك الموت!
أو حديث «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ» جوابًا لمن سأله: أين أبي؟.
أو الأحاديث التي اختلف السلف والخلف حول الصفات الخبرية أو الفعليه لله تعالى.
أو أحاديث الفتن التي يوهم ظاهرها اليأس من كل إصلاح , والقعود عن أي عمل لمقاومة الفساد.
أو غير ذلك من الأحاديث التي يدق معناها على جمهور الناس , وليس لهم بها حاجة , ولا يترتب عليها حكم , ولو عاشوا عمرهم لم يسمعوها ما نقص ذلك من دينهم حبة خردل.
وإذا احتاج الداعية إلى شيء من هذه الأحاديث لسبب من الأسباب , فعليه أن يضعها في الإطار الصحيح , وأن يلقى عليها من أشعة البيان والتوضيح , ما يجلي معناها , وينفي الاشتباه والإشكال عنها.
ونضرب لذلك مثالاً بحديث مشهور طالما أساء الناس فهمه , ورتبوا عليه أمورًا خطيرة نتيجة لفهمهم هذا. وهو حديث أنس الآتي.