يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: «إِذًا يَتَّكِلُوا» وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.
وروى البخاري تعليقًا عن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟» ومثله قول ابن مسعود: «مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً» رواه مسلم.
قال الحافظ بن حجر: «وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ بِبَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ أَحْمَدُ فِي الأَحَادِيثِ التِي ظَاهِرُهَا الخُرُوجُ عَلَى [السُّلْطَانِ]، وَمَالِكٌ فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَأَبُو يُوسُفَ فِي [الغَرَائِبِ] وَمِنْ قَبْلِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الجِرَابَيْنِ (?) وَأَنَّ المُرَادَ مَا يَقَعُ مِنَ الفِتَنِ وَنَحْوِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ.
وَعَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ العُرَنِيِّينَ (?) لأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَسِيلَةً إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ مِنَ المُبَالَغَةِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِتَأْوِيلِهِ الوَاهِي.
وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الحَدِيثِ يُقَوِّي البِدْعَةَ وَظَاهِرُهُ فِي الأَصْلِ غَيْرُ مُرَادٍ فَالإِمْسَاكُ عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ» انتهى.
ولما كان النهي للمصلحة لا للتحريم , أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ.
قال بعضهم:"النهي في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لا تبشرهم " مخصوص ببعض الناس , وبه احتج البخاري على أن للعالم يخص العلم قوما دون قوم " كراهة أن