أولاً - مَنْزِلَةُ السُنَّةِ فِي الإِسْلاَمِ:

إن السنة هي التفسير العملي للقرآن , والتطبيق الواقعي ـ والمثالي أيضًا ـ للإسلام , فقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو القرآن مُفَسَّرًا , وَالإِسْلاَمُ مُجَسَّمًا.

وقد أدركت هذه المعنى , أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - , بفقهها وبصيرتها , ومعايشتها لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعبرت عن ذلك بعبارة مشرقة بليغة , حين سئلت عن خلق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنُ» (?).

فمن أراد أن يعرف المنهج العملي للإسلام بخصائصه وأركانه فليعرف مفصلاً مجسدًا في السنة النبوية والقولية والعملية والتقريرية.

منهج شمولي:

فهو منهج يتميز بـ (الشمول) لحياة الإنسان كلها , طولاً وعرضًا وعمقًا. ونعني بالطول: الامتداد الزمني والرأسي , الذي يشمل حياة الإنسان من الميلاد إلى الوفاة , بل من مرحلة الجنينية إلى ما بعد الوفاة.

ونعني بالعرض الامتداد الأفقي , الذي يشمل مجالات الحياة كلها , بحيث تسير معه الهداية النبوية في البيت , وفي السوق وفي المسجد , وفي الطريق، وفي العمل , وفي العلاقة مع الله , والعلاقة مع النفس , والعلاقة مع الأسرة، والعلاقة مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين , وبل مع الإنسان والحيوان والجماد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015