كما أن بعض أعداء الإسلام كثيرًا ما يتخذون من هذه المعاني الأصلية تكأة للسخرية من المفاهيم الإسلامية , ومنافاتها للعلم الحديث , والفكر المعاصر.

ومنذ سنوات كتب أحد دعاة النصرانية يهاجم الفكر الإسلامي بأنه يؤمن بالخرافات في عصر العلم والتنوير , مستندًا إلى بعض الأحاديث مثل ما روى البخاري وغيره: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» (?) ويقول: الحمى ليست من فيح جهنم , بل من فيح الأرض , وما فيها من أقذار , تساعد على تولد الجراثيم.

والكاتب الغبي أو المتغابي , يجهل أو يتجاهل المعنى المجازي المراد من الحديث والذي يفهمه كل من يتذوق العربية , ونحن نقول في اليوم الشديد الحر: أن طاقة فتحت من جهنم , والقائل والسامع يفهم كلاهما المقصود من هذا الكلام.

مَعْنَى الحَجَرِ الأَسْوَدِ مِنَ الجَنَّةِ:

وكتب أحد المحسوبين على الإسلام ساخرًا من حديث «الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ» (?).

وحديث «العَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ» (?).

وغفل هؤلاء عن المعنى المقصود من هذه العبارات وأمثالها , كالحديث المتفق عليه «وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» (?) , فما يفهم أحد ـ ولا يتصور أن يفهم أن الجنة التي أعدها الله للمتقين , وجعل عرضها كعرض السماء والأرض , تكون حقيقة تحت ظل السيف , وإنما يفهم أن الجهاد في سبيل الله ـ ورمزه السيف ـ أقرب طريق إلى الجنة , ولا سيما إذا كتب الله له فيه الشهادة.

ومثل ذلك قوله لمن أراد أن يبايعه على الجهاد , وقد ترك أمه وراءه في حاجة إلى من يرعاها: «الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ [رِجْلِهَا]» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015