ولم يكن علم الفلك في ذلك الوقت قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم من وثبات استطاع بها الإنسان أن يغزو الفضاء , ويصعد إلى القمر , وانتهى هذا العلم إلى درجة من الدقة , غدا احتمال الخطأ فيها بنسبة واحدة إلى مائة ألف في الثانية!!

كتب هذا الشيخ شاكر وهو رجل حديث وأثر قبل كل شيء , عاش حياته - رَحِمَهُ اللهُ - لخدمة الحديث , ونصرة السنة النبوية , فهو رجل سلفي خالص , رجل اتباع لا رجل ابتداع , ولكنه - رَحِمَهُ اللهُ - لم يفهم السلفية على أنها جمود على ما قاله من قبلنا السلف , بل السلفية الحق أن ننهج نهجهم , ونشرب روحهم , فنجتهد لزمننا كما اجتهدوا لزمنهم , ونعالج واقعنا بعقولنا لا بعقولهم , غير مقيدين إلا بقواطع الشريعة , ومحكمات نصوصها وكليات مقاصدها.

هذا وقد قرأت مقالاً مطولاً في شهر رمضان لهذا العام (1409هـ) لأحد المشايخ الفضلاء (?) , أشار فيه إلى الحديث النبوي الصحيح «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ» يتضمن نفي الحساب , وإسقاط اعتباره لدى الأمة.

ولو صح هذا لكان الحديث يدل على نفي الكتابة , وإسقاط اعتبارها , فقد تضمن الحديث أمرين دلل بها على أمية الأمة , وهما: الكتابة والحساب.

ولم يقل أحد في القديم ولا في الحديث: أن الكتابة أمر مذموم أو مرغوب عنه بالنسبة للأمة , بل الكتابة أمر مطلوب , دل عليه القرآن والسنة والإجماع.

وأول من بدأ بنشر الكتابة هو النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , كما هو معلوم من سيرته , وموقفه من أسرى بدر.

ومما قيل في هذا الصدد: أن الرسول لَمْ يُشَرِّعْ لنا العمل بالحساب، ولم يأمرنا باعتباره، وإنما أمرنا باعتبار (الرؤية) والأخذ بها في إثبات الشهر.

وهذا الكلام فيه شيء من الغلط أو المغالطة، لأمرين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015