ويقول "قطب الدين اليونيني" قريبا من ذلك ويضيف: ".. وإنما قدموه على عمه الخفاجي لما يعلمون من لينه وانقياده وضعف رأيه ليستبدوا بالأمور"1.
وإذا صح ما ينسبه إليه "ابن العبري" من ضعف الهمة وزهده بأقطار الخلافة عدا بغداد فهي طامة كبرى؛ إذ ينسب إلى "المستعصم" قوله: "أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضا يهجمون عليّ وأنا بها، وهي بيتي دار مقامي"2.
وعلى كل حال فيبدو أن ضعف "المستعصم" معروف حتى عند "التتر" ولذا كانوا يسمونه "الأَبْلَه"3.
ولا شك أن استخفاف وزيره "ابن العلقمي" به، ومخادعته له وخيانته إياه وتصريف الأمور دونه ساهمت في إيصال الخليفة والخلافة إلى ما صارت إليه4.
وفي الوقت الذي كان التتر فيه يحاصرون بغداد ويحيطون بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب ذكر أن جارية كانت