شأفة المسلمين من حولهم1.

والذي يلفت النظر ويؤكد أهمية هذا السبب أنه انتشار مذهل عجب منه المؤرخون، ولم يستطيعوا مقارنته بما فعل "بخت نصّر" ببني إسرائيل على الرغم من كثرة قتله وتخريبه بيت المقدس.

ولم يبلغ "الإسكندر المقدوني" مبلغ هؤلاء القم على الرغم من ملكه الدنيا كلها؛ وذلك أنه لم لم يملكها في سنة واحده، إنما ملكها في نحو عشرين سنة، ولم يقتل أحدا بل رضي من الناس بالطاعة، وهؤلاء التتر ملكوا أكثر المعمورة في نحو سنة، وأوسعوا الناس قتلا وإرهابا – كما سلف – ولم يتفق لأحد من أهل البلاد التي لم يطرقوها بقاء إلا وهو خائف يترقب وصولهم.

فكيف إذا أضفنا إلى ذلك طبيعة هؤلاء التتر وكثرة عددهم – إذ هم يخرجون عن الإحصاء – وقوة بأسهم، وشده صبرهم على القتال؛ فهم لا يعرفون هزيمة، وعدم حاجتهم إلى غيرهم؛ فهم يعملون ما يحتاجون إليه من السلاح بأيهديم، ولا يحتاجون إلى ميرة ومدد يأتيهم؛ فمعهم الأغنام والبقر والخيل وغير ذلك من الدواب؛ يأكلون لحومها لا غير، وأما دوابهم التي يركبون فإنها تحفر الأرض بحوافرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015