وفي العام الذي يليه توثب خوارزم شاه على "غزنه" فتملكها، وهزم صاحب الروم كيكاوس الفرنج وأخذ منهم "أنطاكية".
ثم قصد بغداد واستعد له "الناصر" ولكن الله صرفه عن بغداد1.
أما الحادثة المهمة في هذا السياق والتي كانت بداية غزو التتار فهي حين أحس جنكز خان بقوة خوارزم شاه وسعة ملكه، وبعث إليه رسولا يطلب الهدنة معه لإعمار البلاد وإصلاح الإقتصاد ويقول: إنه ما يخفى عليّ عظم سلطانك، وأنت كأعز أولادي، وأنا بيدي ممالك الصين فاعقد بيننا المودة، وتأذن للتجار وتنعمر البلاد، فأجاب خوارزم شاه إلى الصلح – بعد أن عرف من الرسول سعة ملك جنكز خان – فأعجب ذلك جنكز خان ومشى الحال2.
لكن هل استمرت الهدنة؟ وكيف نقضت؟ وما أثر هذا النقض في دخول التتر بلاد المسلمين؟ هذه أسئلة مهمة؛ والإجابة عليها تكشف لك البواعث الأولى لمجيء جحافل المغول ودخول التتر بلاد المسلمين.
ذكر ابن الأثير – وهو من أقرب المصادر لهذه الفترة 3 – أن