* الوقف القبيح: وهو الوقوف على ما لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظا ومعنى كالوقوف على المضاف دون المضاف إليه أو على المبتدأ دون خبره أو على الفعل دون فاعله، كالوقوف على الحمد من (الحمد لله) أو على لفظ بسم من (بسم الله) وهكذا كل ما لا يفهم منه معنى لأنه لا يعلم إلى أي شىء أضيف فالوقوف عليه قبيح لا يجوز تعمده إلا لضرورة كانقطاع نفس أو عطاس أو سعال أو نحو ذلك فيوقف عليه للضرورة ويسمى وقف ضرورة، وكذلك لا يجوز الابتداء بما بعده بل يجب أن يبدأ بما قبله، فإن وقف وابتدأ بما بعده اختيارا كان قبيحا.

وأقبح القبح الوقف والابتداء الموهمان خلاف المعنى المراد كالوقف على إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي من قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها وفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ من قوله تعالى فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وكذلك الوقف على قوله تعالى لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا والابتداء بقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وأقبح من هذا وأشنع منه الوقف على النفي الذي يأتي بعد إيجاب كالوقف على وَما مِنْ إِلهٍ* من قوله تعالى وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ*.

فمن وقف على مثل هذا وهو غير مضطر فهو آثم، وكان من الخطأ الذي لو تعمّده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام والعياذ بالله تعالى.

والوقف في ذاته لا يوصف بوجوب ولا حرمة ولا يوجد في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه ولا حرام يأثم بفعله. وإنما يتصف بهما بحسب ما تعرض له من قصد إيهام خلاف المعنى المراد كما تقدم.

وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري في مقدمته فقال:

وبعد تجويدك للحروف ... لا بد من معرفة الوقوف

والابتداء وهى تقسم إذن ... ثلاثة تام وكاف وحسن

وهي لما تم فإن لم يوجد ... تعلق أو كان معنى فابتدى

فالتام فالكافي ولفظا فامتعن ... إلا رءوس الآى جوز فالحسن

وغير ما تم قبيح وله ... يوقف مضطرا ويبدأ قبله

وليس في القرآن من وقف وجب ... ولا حرام غير ما له سبب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015