الآية ولكن تمام المعنى قوله (وبالليل) وحكمه أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.

الثاني/ الوقف الكاف: وهو على ما تم في نفسه وتعلق بما بعده معنى لا لفظا ويحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده مثل فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ فالوقف على مرض كاف والوقف على مرضا أكف منه والوقف على يكذبون أكفى منهما.

الثالث/ الوقف الحسن: وهو الوقوف على ما تم في ذاته وتعلق بما بعده لفظا ومعنى لكونه إما موصوفا والآخر صفة له، أو مبدلا منه والثاني بدلا أو مستثنى منه والآخر مستثنى ... إلخ من كل كلام تعلق بما بعده لفظا ومعنى كالوقف على لفظ (الله) في قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ* ثم الابتداء برب العالمين. فهذا وإن كان كلاما أفهم معنى لكنه تعلق بما بعده لفظا ومعنى. فإن ما بعد لفظ الجلالة متعلق به على أنه صفة له وحكمه حسن الوقف والابتداء بما بعده إن كان رأس آية كالعالمين من قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* بل هو سنة كما ذكر ابن الجزري (وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ثم يقف ثم يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* ثم يقف ثم يقول الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ثم يقف ... الخ الحديث، فإذا لم يكن رأس آية كالحمد لله حسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده. فإن وقف وأراد الابتداء وصله بما بعده لأن الابتداء بما تعلق بما قبله لفظا قبيحا، وقال بعضهم في شرح هذا الحديث إذا كان ما بعد رأس الآية يفهم منه وإلا فلا يحسن الابتداء به كقوله تعالى لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فقوله (تتفكرون) رأس آية لكن ما بعده لا يفهم بما قبله فلا يحسن الابتداء بقوله تعالى فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ* بل يستحب العودة لما قبله وكذلك لا يحسن الابتداء بكل تابع دون متبوعه وإلا فيكون قبيحا.

وهناك قسم أضيف تتمة للأقسام الثلاثة ليتحرز منه وليعرفه القارئ ليتجنب الوقوف عليه وهو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015