أولاً: التاريخ يتكرر، فبه نعرف سنن الله عز وجل في خلقه، فعندما نأتي نتحدث عن قصة من قصص السابقين بحيثيات معينة وظروف معينة، وأدت إلى نتائج معينة، نتوقع أنه إذا مرت بنا نفس الظروف ستحدث معنا نفس النتائج، ولذلك يقص ربنا سبحانه وتعالى في الكتاب الكريم القصص القرآني بشكل مكثف، فحوالي ثلث القرآن الكريم قصص؛ لنعرف السنن الثابتة التي يفعلها رب العالمين سبحانه وتعالى في إدارة ملكه وكونه وخلقه سبحانه وتعالى، وهو برحمته ثبت هذه السنن؛ كي لا يزيغ الناس ولا يضلوا، بحيث إذا عرفناها سرنا في الطريق الصحيح، ومن ثم نستطيع أيضاً أن نرى المستقبل، ولن نرى المستقبل إلا بدراسة التاريخ، فعندما أرى حدثاً معيناً أدى إلى نتائج معينة، فإذا كنت في نفس الحدث الآن وفي نفس الظروف فإني أتوقع نفس النتائج، فأستطيع أن أستنتج أو أستنبط بالنسبة للأمة أو للأفراد كيف سيكون مصيرها في المستقبل؛ لهذا ندرس التاريخ الإسلامي وغير التاريخ الإسلامي، ونمر على صفحات مختلفة من صفحاته.