وإذا كنتِ بمجلس من المجالس وفرشت لك سجادة لتصلي عليها – وفيها نقوش- فلا يمنعك الحياء من رفعها والصلاة على الأرض ما دامت طاهرة، وبذلك تكونين قد أحييت سنة وأمتِ بدعة.
خامساً: الاستعداد باختيار مكان معتدل الحرارة وتجنب الصلاة في المكان الحار:
إنك أخيتي إذا أردت النوم أو الأكل أو استقبال الضيوف فإنك تبحثين عن المكان المعتدل الحرارة، وتبذلين الجهد لتبريده في الحر، ولتدفئته في البرد، لتؤمني لنفسك الاستمتاع بالأكل والنوم وغيره.
إلا أنك إذا أردت أداء الصلاة فإنك أحياناً لا تبالين بأن تصلي في أي مكان، ولسان حالك يقول: خمس دقائق أتحمل فيها الحر، ولا تستحق إعمال المكيف أو البحث عن مكان بارد أصلي فيه.
وأنت بذلك قد تتحملين ولكن على حساب خشوعك! فأي استيعاب للركوع أو السجود؟ بل أي استيعاب للقراءة سيكون؟ وكأن الصلاة حركات فرض عليك عملها، تؤدينها لتخليص ضميرك، فأنت تؤدين الصلاة لترتاحي منها، لا لترتاحي بها.
واعلمي _أخيتي _أننا في هذا الزمان زمان البيوت التي تحتفظ بالحرارة – وزمان المكيفات – وزمان التحمل وعدم الاعتياد على الحر يذهب خشوعنا أكثر ممن سبقنا من الذين لم يعتادوا على المكيفات، والذين يتحملون الصيام في الصيف مع شدة الحرارة، ومع ذلك فإن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد نهاهم عن الصلاة في شدة الحرارة؟ لعلمه بذهاب الخشوع وقلة استحضار القلب في هذه الحال، وذلك بقوله: " أبردوا بالظهر " (?) .
وحكمة هذه الرخصة - كما قال الإمام ابن القيم: (أن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور، ويفعل العبادة بتكره وتضجر، فمن حكمة الشارع –صلى الله عليه وسلم- أن أمرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحر، فيصلي العبد بقلب حاضر، ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال على الله – تعالى-) (?) .
سادساً: الاستعداد للصلاة في المكان البعيد عن الإزعاج والضوضاء: