إن من شروط صحة صلاتك أختي، ستر عورتك في الصلاة، وهي جميع جسدك عدا الوجهوالكفين إذا لم يكن بحضرة رجال أجانب.
وقد تقولين ما علاقة ذلك بالخشوع؟
والجواب هو: أن ستر العورة سترًا تاماً بإحكام يهيئ لك وضع كل عضو في مكانه أثناء الصلاة، لأنك إذا لم تحكمي ستر العورة فإنه قد يسقط خمارك أو يوشك فتنشغلين بإصلاحه الحين والحين، وقد يفوت عليك ذلك بعض السنن في الصلاة كرفع اليدين عند التكبير أو الرفع من الركوع أو وضع اليدين على الفخذين عند التشهد أوغير ذلك، وأنتِ مع هذا قد تذهبين بعض الطمأنينة التي لا تصح الصلاة إلا بها، وهي مطلوبة في جميع الأركان.
أو قد تتعجلين إنهاء الصلاة خشية أن تنكشف عورتك بظهور بعض شعركِ، فتسلمين قبل أن تدعي، وأي خشوع سيكون وأي حضور قلب وأنت لاهية في شيء آخر.
رابعاً: الاستعداد بإبعاد كل ما يشغلك سواء كان أمامك أو تلبسينه أو تسجدين عليه:
وذلك بأن تختاري مكانًا هادئاً قليل الأثاث والزخارف، فلا تصلي أمام جدار مزخرف بالديكور والألوان.
كذا البقعة التي تصلين عليها ينبغي لك إذا أردت الخشوع أن تصلي على بقعة خالية من الزخارف والألوان، فما أحدثه الناس اليوم من الصلاة على سجاجيد ملونة يرسم عليها الكعبة أو غيرها من الصور أمر مخالف للسنة. فالسنة عدم الصلاة على ما به ألوان وأعلام ونقوش كما ورد في الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى في خميصة لها أعلام فنظر في أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانيته، فإنها ألهتني آنفًا عن صلاتي " (?) .