أما الطريق الآخر .. طريق الشهوات والزنا .. الخمر والنساء .. اللعب والتفلت .. أمامك الطريقان يا نفس .. فاختاري ما تريدين ..
أتريدين طرق أبي بكر وعمر .. ؟ أم طريق أبي جهل وأبي لهب .. ؟ تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة .. ؟
اختاري لنفسك أيتها النفس .. ولكن اعلمي أنّ أكثرنا قد يمضي الى المعاصي لجهله بالجنة .. أو لجهله بالطريق الموصلة إليها ..
فإذا أردت أن تعرف الطريق الى الجنة .. فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يدللك عليها .. وإذا أردت الابتعاد عن طريق الهالكين فاسأله سبحانه وتعالى وعز وجل أن يهديك سواء السبيل ..
الأهواء أصنام تعبد من دون الله لذلك قال تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الفرقان:43] .. فالربا صنم .. والزنا صنم .. والتبرج صنم .. وأكل أموال الناس بالباطل صنم .. وكل ما تهواه النفس مما يغضب الله سبحانه وتعالى صنم ..
فالأغاني وحبها صنم .. والتلفزيون وتعلق القلب بما فيه صنم .. وحب المظاهر والزينة حرام .. والاستعلاء على الناس صنم ..
ولا تصفو التوبة حتى تتحطم كل هذه الأصنام .. وتسقط في قلبك سقطة لا تقوم لها بعدها قائمة ..
إن توبة مع تواجد هذه الأصنام في أغوار النفس توبة مدخولة .. لأن النفس أمارة بالسوء .. فإذا ما وجدت صنما من هذه الأصنام قائما بعد لم يحطمه صاحبه فإنها تغريه وتزينه له وتشوقه لعبادته القديمة .. وكلما أبى وتمنّع عاودت معه الكرّة تلو الكرّة .. حتى يعود من حيث جاء .. وتنهار توبته التي لم يحطم فيها جميع الأصنام ..
فلا بد لم أراد توبة نصوحا أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي