راهَوَيه وغيرهما بعشرين درجة، ومن قال فيه شيئًا فعليه مني ألف لعنة، وقال أيضًا: لو دخل من هذا الباب وأنا أحدث لَمُلِئْتُ منه رعبًا، وقال عبد الله بن حَمّاد الأَيلي: لودِدْت أني كنت شعرة في جسد محمَّد بن إسماعيل.
وقال سليم بن مُجاهد: ما رأيت منذ ستين سنة أحدًا أفقه ولا أورع من محمَّد بن إسماعيل.
وقال موسى بن هارون الحَمّال: لو أن أهل الإِسلام اجتمعوا على أن يصيبوا آخر مثل محمَّد بن إسماعيل لما قَدَروا عليه، وقال: عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بمصر يقولون: ما في الدنيا مثل محمَّد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح، قال عبد الله بن محمَّد: وأنا أقول قولهم.
وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن محمَّد بن عُقدة: لو أن رجلًا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن "تاريخ" محمَّد بن إسماعيل، وقال الحاكم أبو أَحْمد في الكُنى: كان أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه، ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في الحسن والمبالغة لفعلت.
ومن عجيب حفظه ما رواه أبو أحمد بن عدي الحافظ، قال: سمعت عدة من مشايخ بغداد يقولون: إن محمَّد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد: فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وأرادوا امتحان حفظه، فعمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإِسناد لإِسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفس، لكل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يُلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا عليه الموعد للمجلس، فحضروا، وأحضر جماعة من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم ومن البغداديين، فلما اطمأن