وقوله: "عن أبي محمد" هو نافع مولى أبي قتادة ويأتي تعريفه في السند قريبًا.
وقوله: "فيتراءون" يتفاعلون من الرؤية.
وقوله: "يعني وقع سوطه فقالوا لا نعينك" كذا وقع، ورواه أبو عوانة عن عليّ بن المديني بلفظ: "فإذا حمار وحش فركبت فرسي وأخذت الرمح والسوط فسقط في السوط فقلت ناولوني، فقالوا ليس نعينك عليه بشيء إنا محرمون" وفي قولهم إنا محرمون دلالة على أنهم كانوا قد علموا أنه يحرم على المحرم الإعانة على قتل الصيد.
وقوله: "فتناولته بشيء فأخذته" وبهذا يندفع أشكال من قال: التناول: هو الأخذ، فما فائدة فأخذته؟ أو معناه: تكلفت التناول فأخذته.
وقوله: "من وراء أكمة" بفتحات: هي التل من حجر واحد، وقد تقدم الكلام عليها في الاستسقاء.
وقوله: "فقال بعضهم كلوا" قد تقدم من عدة أوجه أنهم أكلوا، والظاهر أنهم أكلوا أول ما أتاهم به ثم طرأ عليهم الشك كما في لفظ عثمان بن موهب في الباب الذي يليه: "فأكلنا من لحمها ثم قلنا أناكل من لحم صيد ونحن محرمون؟ " وأصرح من ذلك رواية أبي حازم في الهبة بلفظ: "ثم جئت به فوقعوا فيه يأكلون ثم أنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم" وفي حديث أبي سعيد: "فجعلوا يشوون ثم قالوا رسول الله بين أظهرنا" وكان تقدمهم فلحقوه فسألوه.
وقوله: "وهو أمامنا" بفتح أوله.
وقوله: "كلوه حلال" كذا وقع بحذف المبتدأ، وبين ذلك أبو عوانة فقال: "كلوه فهو حلال" وفي رواية مسلم فقال: "هو حلال فكلوه".
وقوله: سابقًا "فعقرته" أي: قتلته وأصله ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف، وهو قائم فتوسع فيه فاستعمل في مطلق القتل والإهلاك، وفيه أن عقر الصيد: ذكاته.
وقوله: "قال: لنا عمرو إذهبوا" الخ. عمرو هو ابن دينار وصرح به أبو عوانة في روايته، والقائل سفيان، والغرض بذلك تأكيد ضبطه له وسماعه له من صالح بن كيسان وأراد بقوله "قال: لنا عمرو إذهبوا" إلى آخره كيفية تحمله له من صالح وأنه بدلالة عمرو.
وقوله: "هاهنا" يعني مكة، والحاصل أن صالح بن كيسان كان مدنيا فقدم مكة فدل عمرو بن دينار أصحابه عليه ليسمعوا منه، وما حدث سفيان به عليًا إلا بعد موت صالح وعمرو بمدة طويلة.