المذكورة: عبيد الله بن عبد الله بالتصغير، وفي رواية يحيى القطان: عبد الله بالتكبير، قال البيهقي: عبد الله مكبرًا أصح وليس بمستبعد أن يكون كل منهما كلّم أباه في ذلك، ولعل نافعًا حضر كلام عبد الله المكبر مع أخيه سالم، ولم يحضر كلام عبيد الله المصغر مع أخيه سالم أيضًا، بل أخبراه بذلك فقص عن كل ما انتهى إليه علمه.

وقوله: "معتمرًا" في الموطأ: خرج إلى مكة يريد الحج، فقال: إن صددت، فذكره ولا اختلاف، فإنه خرج أولًا يريد الحج، فلما ذكروا له أمر الفتنة أحرم بالعمرة، ثم قال: ما شأنهما إلاَّ واحدًا، فأضاف إليها الحج فصار قارنًا.

وقوله: "في الفتنة" بينه في رواية جويرية فقال: "ليالي نزل الجيش بابن الزبير" وقد مضى في باب طواف القارن بلفظ: حين نزل الحجاج بابن الزبير، ولمسلم: حين نزل الحجاج لقتال ابن الزبير، وقد مرَّ في باب من اشترى هديه من الطريق بلفظ: أراد ابن عمر الحج عام حج الحرورية، وتقدم طريق الجمع بينه وبين رواية الباب في الباب المذكور.

وقوله: "إن صددت عن البيت" هذا الكلام قاله جوابًا لقول من قال له: إنا نخاف أن يحال بينك وبين البيت، كما أوضحته الرواية التي بعد هذه.

وقوله: "كما صنعنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، في رواية موسى بن عقبة فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} إذن اصنع كما صنع، زاد في رواية الليث في باب طواف القارن: كما صنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقوله: "فأهل" يعني ابن عمر، والمراد أنه رفع صوته بالإهلال والتلبية، زاد في رواية جويرية التي بعد هذه: فلما خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحال كفار قريش دون البيت، فنحر النبي -صلى الله عليه وسلم- هديه، وحلق رأسه.

وقوله: "من أجل أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أهل بعمرة عام الحديبية" قال النووي: معناه أنه أراد إن صددت عن البيت وأحصرت، تحللت من العمرة، كما تحلل النبي -صلى الله عليه وسلم- من العمرة، وقال عياض: يحتمل أن المراد أهل بعمرة كما أهل النبي -صلى الله عليه وسلم- بعمرة، ويحتمل أنه أراد الأمرين أي: من الإهلال والإحلال، وهو الأظهر، وتعقبه النووي، وليس هو بمردود.

وقوله: "بعمرة" زاد في رواية جويرية: "من ذي الحليفة"، وفي رواية أيوب الماضية: "فأهلَّ بالعمرة من الدار" إلى آخر ما مرَّ مستوفى في باب طواف القارن فراجعه.

رجاله أربعة:

قد مرّوا: مرَّ عبد الله بن يوسف ومالك في الثاني من بدء الوحي، ومرَّ نافع في الأخير من العلم، ومرَّ ابن عمر في أول الإيمان قبل ذكر حديث منه.

أخرجه البخاري أيضًا في الحج، وفي المغازي، ومسلم في الحج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015