بفسخ الحج إلى العمرة، كان بسرف قبل دخولهم مكة، والمعروف في غير هذه الرواية أن قوله لهم ذلك، كان بعد دخول مكة، ويحتمل التعدد.
وقوله: "قلت: لا أصلي" كَنَّتْ بذلك عن الحيض، وهي من لطيف الكنايات.
وقوله "كتب عليك" كذا للأكثر على البناء لما لم يسمَّ فاعله، ولأبي ذر: كتب الله عليك، وكذ المسلم.
وقوله: "فكوني في حجتك" في رواية أبي ذر: في حجك، وكذا لمسلم.
وقوله: "حتى نفرنا من منى، فنزلنا المحصب" في هذا السياق اختصار بينته رواية مسلم، بلفظ: حتى نزلنا مني، فتطهرت، ثم طفت بالبيت، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المحصب، وقوله: "فدعا عبد الرحمن" وفي رواية مسلم: عبد الرحمن بن أبي بكر.
وقوله "اخرج بأختك الحرم" في رواية الكشميهيني: من الحرم، وهي أوضح وكذا لمسلم.
وقوله: "فأتينا في جوف الليل" في رواية الإسماعيلي: من آخر الليل، وهي أوفق لبقية الروايات.
وقوله: "فجئنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في منزل، فقال: "فرغتما؟ " قلت: نعم وتوافق هذه الرواية رواية صفية عنها عند مسلم: فأقبلنا حتى أتيناه وهو بالحصبة، ويوافقهما حديث أنس الذي مضى في باب طواف الوداع أنه عليه الصلاة والسلام رقد رقدةً بالمحصب، ثم ركب إلى البيت، فطاف به، وهذه الروايات لا تخالف رواية الأسود عن عائشة التي مضت في باب إذا حاضت بعدما أفاضت، فلقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مصعد من مكة، وأنا منهبطة، أو أنا مصعدة وهو منهبط منها؛ لأنه يجمع بينها بأنه كان خرج بعد ذهابها ليطوف للوداع، فلقيها وهو صادر بعد الطواف، وهي راحلة لطواف عمرتها، ثم لقيته بعد ذلك وهو بمنزله بالمحصب، ويحتمل أن لقاءه لها كان حين انتقل من المحصب، كما عند عبد الرزاق أنه كره أن يقتدي الناس بإناخته بالبطحاء، فرحل حتى أناخ على ظهر العقبة أو من وراءها. ينتظرها فيحتمل أن يكون لقاؤه لها في هذا الرحيل، وأنه المكان الذي عينه لها في رواية الأسود، حيث قال لها: "موعدك كذا وكذا"، ثم طاف بعد ذلك طواف الوداع، وهذا التأويل حسن.
وقوله: "فارتحل الناس، ومن طاف بالبيت" هو من عطف الخاص على العام؛ لأن الناس أعم من الطائفين، ولعلها أرادت بالناس من لم يطف طواف الوداع، ويحتمل أن يكون الموصول صفة الناس من باب توسط العاطف بين الصفة والموصوف، كقوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} وقد أجاز سيبويه نحو مررت يزيد وصاحبك،