وزاد فيه "وما يسرهم أنهم عندنا لما رأوا من فضل الشهادة". وزاد في حديث عبد الله بن جعفر "ثم أمهل آل جعفر ثلاثًا، ثم أتاهم، فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ثم قال: ائتوني ببني أخي، فجيء بنا كأننا أفراخ، فدعا الحلّاق فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلقي، ثم دعا لهم.
وذكر موسى بن عقبة في المغازي أن يعلي بن أميمة قدم بخبر أهل مؤتة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن شئت أخبرني، وإن شئت أخبرك". قال: فأخبرني، فأخبره خبرهم، فقال: والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفًا لم تذكره. وعند الطبرانيّ عن أبي اليُسر الأنصاريّ أن أبا عامر الأشعري هو الذي أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بمصابهم. ويقال: إن السبب في غزوة الأمراء أن شرحبيل بن عمرو الغسانيّ، وهو من أمراء قيصر على الشام، قتل رسولًا أرسله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى صاحب بُصرى، والرسول هو الحارث بن عمير، فجهز إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، عسكرًا في ثلاثة آلاف.
وفي مغازي أبي الأسود عن عُروة: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجيش إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان، لا يختلف أهل المغازي في ذلك، إلا ما ذكره خليفة في تاريخه أنها كانت سنة سبع، وفي السنن لسعيد بن منصور "فلما التقوا أخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل حتى قتل، ثم أخذها جعفر، فقاتل حتى قتل، ثم أخذها ابن رواحة فحاد حَيْدَةً فقال:
أقسمت بالله لتنزِلنَّه ... كارهةً أو لتطاوِ عِنَّه
مالي أراك تكرهين الجنة
ثم نزل فقاتل حتى قتل، فأخذ خالد بن الوليد الراية، ورجع بالمسلمين على حمية، ورمى واقد بن عبد الله التيميّ المشركين حتى ردهم الله.
وفي آخره قال سعيد بن أبي هلال: وبلغني أنهم دفنوا يومئذٍ زيدًا وجعفرًا وابن رواحة في حفرة واحدة، وذكر ابن إسحاق بإسنادٍ حسن، وأخرجه أبو داود من طريقه عن رجل من بني مُرة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم تقدم فقاتل حتى قتل. قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر عن عُروة قال: ثم أخذ الراية عبد الله بن رُواحة، فالتوى بها بعض التواء، ثم تقدم على فرسه، ثم نزل فقاتل: حتى قتل، ثم أخذ الراية ثابت بن أقْرَم الأنصاريّ، فقال: أصطلحوا على رجُل، فقالوا: أنت لها، فقال. لا فاصطلحوا على خالد بن الوليد.
وروى الطبرانيّ في حديث أبي اليسر الأنصاري قال: أنا دفعت الراية إلى ثابت بن أقرم لما أصيب ابن رواحة، فدفعها إلى خالد بن الولد، وقال له: أنت أعلم بالقتال مني. وأخرج البخاريّ