كذا للكشميهنيّ من طريقين عنه، وزاد في رواية كريمة: "حتى ترم قدماه" وللباقين: "قيام الليل للنبي -صلى الله عليه وسلم-". ثم قال: "وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان يقوم حتى تفطر قدماه" والفطور الشقوق؛ انفطرت: انشقت. قوله: "كان يقوم" كذا للكشميهنيّ، ولغيره "قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وقوله: "تفطر" بتاء واحدة. وفي رواية الأصيلي: تتفطر، بمثناتين، كذا ذكره أبو عبيدة في المجاز. وقوله: انفطرت، انشقت، هذا التفسير رواه ابن أبي حاتم موصولًا عن الضَّحَّاك. قال: ورُوي عن مُجاهِد والحسن وغيرهما ذلك، وكذا حكاه إسماعيل بن أبي زياد الشاميّ عن ابن عباس. وتعليق عائشة هذا أخرجه البخاري في التفسير في سورة الفتح، وعائشة مرّ كلها في الذي قبله.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
قوله: عن زياد هو ابن عُلاقة، وللمصنف في الرِّقاق عن خَلاّد بن يحيى عن مِسْعَر: حدّثنا زياد، فقد رواه الحُفّاظ من أصحاب مِسْعَر عنه عن زياد، وخالفهم محمد بن بشر فرواه عن مسعر عن قتادة عن أنس، رواه البزّار وقال: الصواب عن مسعر عن زياد، وأخرجه الطبراني في الكبير عن أبي قتادة الحراني عن مسعر عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة، وأخطأ فيه أيضًا، والصواب مسعر عن زياد بن عُلاقة.
وقوله: "إن كان لَيقوم أو ليصلي" إن مخففة من الثقيلة، ولَيقوم بفتح اللام، وفي رواية كريمة: "ليقوم يصلي" وفي حديث عائشة: "كان يقوم من الليلة وقوله: "حتى تَرِمَ" بفتح المثناة وكسر الراء وتخفيف الميم، بلفظ المضارع من الورم، هكذا سُمع، وهو نادر. وفي رواية خلاّد بن يحيي: "حتى تَرِمَ أو تنتفخ قدماه"، وفي رواية أبي عُوانة عن زياد عن التِّرْمِذِيّ: "حتى انتفخت قدماه". وقوله: "قدماه أو ساقاه" وفي رواية خلّاد: "قدماه" ولم يشك، وللمصنف في تفسير الفتح حتى تورمت قدماه، وللنَّسائيّ عن أبي هُريرة: "حتى تَزَلَّع قدماه" بزاي وعين مهملة، ولا اختلاف بين