بأن يكون معنى سميته أردت تسميته. لا أنه وضع الاسم عليه الآن، ويكون وضع الاسم عليه تأخر إلى السابع. كما قال الزبير. ثم دفعه إلى أُم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف وتنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما يعلمون من هواه فيها وكانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قطعةً من ضأن ترعى بالقف ولقاح بذي الجدر تروح عليها. فكانت توتى بلبنها كل ليلة، فتشرب وتسقي ابنها. فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري زوجة البراء بن أوس، فكلمت النبي -صلى الله عليه وسلم- في أن ترضعه بلبان ابنها في بني مازن بن النجار، وترجع به إلى أمها وأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم بردة قطعةً من النخل، فناقلت بها إلى مال عبد الله بن زمعة، واختلف في سنه يوم مات وهل صلّى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
ففي صحيح البخاري أنه عاش سبعة عشر شهرًا، أو ثمانية عشر شهرًا على الشك، وأخرج ابن منده عن أنس قال: توفي إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ستة عشر شهرًا وقال: "ادفنوه في البقيع فإن له مرضعًا تتم رضاعه في الجنة". وروى ابن إسحاق عن عائشة قالت: توفي إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمانية عشر شهرًا. وأخرجه أحمد في مسنده عنها. وزاد فلم يصل عليه. وروى ابن سعد وأبو يعلى عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعًا. وروى أحمد عن البراء قال: صلَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- على ابنه إبراهيم ومات وهو ابن ستة عشر شهرًا.
قال الخطابي: حديث عائشة أحسن اتصالًا من الرواية التي فيها أنه صلى عليه، ولكن هي أولى. وقال ابن عبد البر: حديث عائشة لا يصح لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا عملًا مستفيضًا عن الخلف والسلف، ولم يخالف فيه أحد إلا سمرة بن جندب فيما علمت. وقد يحتمل أن يكون معنى حديثها أي: لم يصل عليه في جماعة أو أمر أصحابه فصلوا عليه ولم يحضرهم، فلا يكون مخالفًا لما عليه العلماء في ذلك، وهو أولى ما حمل عليه حديثها غسلته أم بردة وحمل من بيتها على سرير صغير وصلّى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقيع. وقال: "ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون". وقد قيل: إن الفضل بن العباس غسله ونزل في قبره مع أُسامة بن زيد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس على شفير القبر. قال الزبير: ورش قبره وأعلم فيه بعلامة قال: وهو أول قبر رش عليه.
وروى ابن ماجه عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ له مرضعًا في الجنة فلو عاش لكان صديقًا نبيًا ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي" وفي سنده ضعف، وفي الحديث: "إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا" وأخرج البخاري عن إسماعيل بن أبي خالد قلت لعبد الله بن أبي أُوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكبر. قال: مات صغيرًا ولو قضى أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم، ولكن لا نبي بعده. وأخرجه أحمد عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- نبي ما مات ابنه إبراهيم.