باب استقباله القبلة في الاستسقاء

أي: في أثناء الخطبة الثانية التي تقع من أجله في المُصلّى؛ لأن الدعاء مستقبلها أفضل فإن استقبل له في الأولى لم يعده في الثانية. قال النووي: يلحق باستحباب استقبال القبلة للدعاء والوضوء والغسل والأذكار والقراءة وسائر الطاعات إلا ما خرج بدليل كالخطبة.

الحديث الثالث والعشرون

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يُصَلِّي، وَأَنَّهُ لَمَّا دَعَا أَوْ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ابْنُ زَيْدٍ هَذَا مَازِنِيٌّ، وَالأَوَّلُ كُوفِيٌّ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ".

قوله: "حدثنا محمد" بين أبو ذر في روايته أنه ابن سلام قوله: "خرج إلى المصلى يصلي" في رواية المستملي "يدعو".

وقوله: "إنه لم دعا، أو أراد أن يدعو" الشك من الراوي ويحتمل أنه يحيى بن سعيد فقد رواه السراج عن يحيى بن أيوب عنه بالشك أيضًا، وروه مسلم عن سليمان بن بلال عنه فلم يشك كما مرّ في باب (تحويل الرداء) وكأنه يشك فيه تارة ويجزم به أخرى.

وقد مرّ الكلام على بقية فوائده مستوفاة هناك.

رجاله ستة:

قد مرّوا: مرّ محمد بن سلام في الثالث عشر من الإيمان, ومرّ عبد الوهاب الثقفي في التاسع منه، ومرّ يحيى بن سعيد في الأول من بدء الوحي، ومرّ محل أبي بكر في الذي قبله، ومرّ عباد وعمّه عبد الله في الثالث من "الوضوء"، ومرّ هناك الكلام على الفرق بين هذا الذي هو صاحب الوضوء وعبد الله بن زيد الذي هو صاحب الأذان.

وأما ذكر البخاري هنا لعبد الله بن يزيد فلا محل له إذ ليس في هذا الحديث ذكر لعبد الله بن يزيد فكان الأولى جعله في باب (الدعاء في الاستسقاء قائمًا) حيث ذكر هناك عبد الله بن يزيد. وقد مرّ تعريفه في الثامن والأربعين من الإيمان, ولعل جعل هذه الزيادة هنا من تصرف الراوي الكشميهني، ويمكن أن يكون قوله: "والأول" أي: الذي مضى في باب (الدعاء في الاستسقاء) هو ابن يزيد بزيادة الياء في أول اسم أبيه. ثم قال المصنف:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015