أي: أوقاته، ومحصل ما ذكره أن الليل كله وقت للوتر، لكن أجمعوا على أن ابتداءه مغيب الشفق بعد صلاة العشاء نقله ابن المنذر، لكن أطلق بعضهم أنه يدخل بدخول العشاء قالوا: ويظهر أثر الخلاف فيمن صلى العشاء وبان أنه كان بغير طهارة ثم صلّى الوتر متطهرًا أو ظن أنه صلّى العشاء فصلَّى الوتر، فإنه يجزىء على هذا القول دون الأول.
ثم قال: "وقال أبو هريرة: أوصاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالوتر قبلَ النوم". ولا معارضة بين وصية أبي هريرة بالوتر قبل النوم، وبين قول عائشة الآتي قريبًا وانتهى وتره إلى السحر؛ لأن الأول لإرادة الاحتياط والآخرة لمن علم من نفسه قوة لما ورد في حديث جابر عند مسلم ولفظه: "من طمعَ منكم أن يقومَ آخرَ الليل فليوترْ من آخرِهِ فإن صلاة آخر الليلِ مشهودةٌ وذلكَ أفضلُ، ومنْ خافَ منكم أن لا يقومَ مِنْ آخرِ اللَيلِ فليوترْ مِنْ أوله"، ويأتي قريبًا تمام هذا.
وهذا التعليق طرف من حديث أورده البخاري من طريق أبي عثمان عن أبي هريرة في أبواب التطوع، وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" من هذا الوجه، وأخرجه أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة، وقد مرّ أبو هريرة في الثاني من "الإيمان".