أسبَقِيَّةً لأحدهما على الآخر.

قال ابن الصَّلاح: للجمع بين الأقوال، والأورع أن يقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار، أبو بكر، ومن الصبيان علي، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد، ومن العبيد بلال. وحكي هذا عن أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه. وفي المسألة أقوال أُخر.

وإلى هذا الفرع أشار العراقي بعد قوله السابق: "قيل بل أهل القبلتين ... "، فقال:

............... واخْتَلَفْ ... أيُّهمُ أسْلَمَ قَبْلَ مَنْ سَلَفْ

قِيْلَ أبو بَكْرٍ وقيلَ بلْ عَلِي ... ومُدَّعي إجْماعِهِ لَم يُقْبَل

وقِيلَ زَيْدٌ وادَّعى وِفَاقًا ... بَعْضٌ عَلى خَدِيجَةَ اتِّفاقا

في آخرهم موتًا

الفرع العاشر: فيمن مات منهم آخرًا مطلقًا، أو في إحدى النواحي.

أما آخرهم موتًا على الِإطلاق؛ فقد مر أنه أبو الطفيل عامر بن وَاثلةَ اللَّيْثِي، مات عام مئة على الصحيح، للحديث السابق وقد روي عنه كما في مسلم، أنه قال: "رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما على وجهِ الأرضِ رجلٌ رآه غيري". وقيل: بالكوفة.

وآخرهم موتًا بالمدينة النبوية على ما قال ابن الصلاحِ: السائبُ بن يزيد، أو سَهْل بن سَعْد الساعِديُّ، أو جابر بن عبد الله، وقيل: إن جابرًا مات بمكة، والجمهور على الأول.

وقد تأخر عن الثلاثة موتًا بالمدينة محمودُ بن الرَّبيع، مات سنة تسع وتسعين بتقديم التاء فيهما، ومحمود بن لَبيد الأشْهَلِيّ، مات سنة خمس أو ست وتسعين.

وآخر من مات بمكة عبد الله بن عُمر، على أن أبا الطفيل لم يمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015