حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ لَهُ حَصِيرٌ يَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ، وَيَحْتَجِرُهُ بِاللَّيْلِ، فَثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَصَلَّوْا وَرَاءَهُ.
قوله: ويحتجره بالليل، كذا للأكثر بالراء، أي يتخذه مثل الحجرة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنيّ بالزايّ، أي يجعله حاجزاً بينه وبين غيره. وقوله: فثاب، أي بمثلثة موحدة، اجتمعوا، وعند الخَطّابيّ "آبوا" أي رجعوا وللكُشْمِيْهَنيّ والسرْخَسِيّ "فثار" بالثاء والراء، أي قاموا. وقوله: فصلوا وراءه، كذا أورده مختصرًا، وغرضه بيان أن الحجرة المذكورة في الرواية التي قبل هذه كانت حصيرًا، وقد مرَّ ما قيل في ذلك في الحديث الذي قبله، ومرت مباحثه مستوفاة فيه، وقد ساقه الإِسماعيليّ من وجه آخر عن ابن أبي ذِئْب تامًا.
مروا جميعًا، مرَّ إبراهيم بن المُنْذر في الأول من العلم، ومرَّ محمد بن أبي الفُدَيْكَ ومحمد بن أبي ذِئْب في الستين منه، ومرَّ سَعيد بن أبي سَعيد المَقْبَريّ في الثاني والثلاثين من الإيمان، ومرَّ أبو سَلَمةَ في الرابع من بَدء الوحي، ومرت عائشة في الثاني منه.
فيه التحديث بصيغة الجمع والعنعنة والقول، ورواته كلهم مدنيون، وشيخ البخاريّ من أفراده، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ عن الصحابية. أخرجه البُخاريّ في اللباس أيضًا عن محمد بن أبي بكر، ومُسْلم والتِّرمِذِيّ والنَّسائيّ وابن ماجَه في الصلاة.