لأمتك فإنهم قد هلكوا، قال: فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وقال: ائت عمر، فمره أن يستسقيَ للناس، فإنهم يُسقون، وقيل له: عليك الكيس الكيس، فأتى الرجل عُمر، فأخبره، قال: فبكى عمر، وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجَزْت عنه، يا رب! ما آلو إلا ما عَجَزت عنه.

وعن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على عمر قميصًا أبيض، فقال: "أجديدٌ قميصك أم غَسيل؟ " قال: غسيل قال: "البَسْ جديدًا، وعِشْ حميدًا، ومُتْ شهيدًا، ويرزقُكَ الله قرة عين في الدنيا والآخرة". قال: وإياك يا رسول الله.

وروي عن عَوْف بن مالك الأَشْجَعيّ أنه رأى في المنام كأن الناس جمعوا، فإذا فيهم رجل فرعهم، فهو فوقهم بثلاثة أذرع فقلت: من هذا؟ فقالوا: عمر، قلت: لم؟ قالوا: لأن فيه ثلاث خِصال: إنه لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه خليفة مُستخلف وشهيد مُستشهد، فأتى إلى أبي بكر فقَصَّها عليه، فأرسل إلى عمر، فدعاه لِيُبَشرهُ، فجاء عمر، قال: فقال لي أبو بكر: اقصص رُؤياك، قال: فلما بَلَغْتُ خليفة مستخلف زَبَرنَي عُمر، وانتهَرَني، وقال: اسكت، تقول هذا، وأبو بكر حَيّ، قال: فلما ولي عمر مررت بالمسجد وهو على المِنبر، فدعاني، وقال اقصص رؤياك، فقصصتها، فلما قلت: إنه لا يخاف في الله لومة لائم، قال: إني لأرجو أن يجعلني الله منهم، قال: فلما قلت: خليفة مستخلف، قال: قد استخلفني الله، فأسأله أن يعينني على ما أولاني، فلما أن ذكرت شهيد مستشهد، قال: أنى لي بالشهادة، وأنا بين أظهركم تَغْزون ولا أغزو، ثم قال: بلى يأتي الله بها أنّى شاء.

قال عبد الرزاق: وعن مَعْمر: "لو أنَّ رجلًا قال: عمر أفضل من أبي بكر ما عَنَّفْتُهُ" وكذلك: "لو قال: علي أفضل عندي من أبي بكر وعمر، لم أعنفه إذا ذَكَرَ فضل الشيخين، وأحبَّهُما، وأثنى عليهما بما هما أهله" فذكرت ذلك لوكيع، فأعجبه، واشتهاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015