كواشف زيوف (صفحة 42)

رسل الله من بني إسرائيل قبل عيسى عليه السلام.

فدفعهم هذا إلى اعتماد قرارات تصدرها المجامع الكنسية، في الأحكام الدينية المختلفة، سواء أكان ذلك في العقائد، أو في العبادات، أو في التشريعات، أسوة بما كان في المجمع المسكوني الأول، الذي قُررت فيه عقيدة التثليث، وأُقرت عقيدة الصلب والفداء.

ومع الرغبة بإنقاذ الدين من حالة الضياع والنسيان، اتلي مسَّت أحكامه وشرائعه، المنزلة على لسان عيسى وقبله، وجد رجال الكنيسة هذه السلطة المطلقة تحقق لهم ربوبية على شعب الكنيسة، وبها يصلون إلى ما يهوون ويشتهون.

ثمّ دفعهم هذا إلى اعتماد القرارات والأوامر التي يصدرها البابا وهو الرئيس الأعلى لكل رجال الدين المسيحي التابعين له والخاضعين لسلطته.

ومنح رجال الدين هؤلاء نفسهم العصمة عن الخطأ فيما يقررون من أحكام، فكانوا بذلك أرباباً من دون الله، يحللون ويحرمون لشعب الكنيسة بحسب آرائهم وأهوائهم وما يرون من مصالح لأنفسهم ولخدمة المسيحية المحرفة الأصول، دون أن يكون لأحد مهما كان عالماً بالدين أن يعترض على قرارات المجامع، أو قرارات البابا وأوامره ونواهيه.

أمثلة:

* لقد ورث بنو إسرائيل حكم الختان عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وظل الأمر كذلك لم ينسخ فيما أنزل الله على عيسى عليه السلام.

ثمّ ظهر في المسيحية نسخ حكم الختان بأحكام كنسية، ويظهر أن ذلك قد كان بتأثير عادة الرومانيين الذين كانوا لا يعرفون الختان في وثنيتهم، وبقبول رجال الكنيسة لهذه العادة والتساهل في أمرها استرضاءً للرومان، وتوفيقاً بين ما كان عندهم وبين المسيحية الجديدة، إذ صارت بأمر الإمبراطور "قسطنطين" هي الدين الرسمي للإمبراطورية.

* وكان الطلاق وتعدد الزوجات مأذوناً بهما منذ عهد إبراهيم عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015