مختلف أجهزة الحكم، بسبب دعمهم للطامعين بالسلطان، وإيصالهم إليه بسلطتهم الدينية على شع الكنيسة وتأييدهم لهم، حتى صارت البابوات يتوجون الملوك والأباطرة، ويملون إرادتهم في تأييد من يريدون تأييده من ذوي السلطان، وفي تعيين أنصارهم ومؤيديهم في أجهزة الحكم، ويستغلون خضوع رجال السلطة الإدارية لهم في تحقيق شهواتهم، ومنافعهم، ومصالحهم الدنيوية، وما تتجه له أهواؤهم.
هذا الوضع المغري بالاستبداد والتسلط، قد أعطى رجال الكنيسة قوة غير عادية، وهذه القوة المتفوقة تصاحبها عادة مشاعر الاستعلاء والاستغناء، ثمّ يتولد عن ذلك طغيان عنيف في التصرف، خاصة حينما يكون الخوف من حساب الله وعقابه منعدماً، بموجب الثغرات الكثيرات الموجودة في المفاهيم النصرانية التي يراها المعتقدون بها ديناً صحيحاً، وهي منسوبة إلى الدين زوراً وبهتاناً.
وهذا الطغيان قد كان له في أوساط رجال الكنيسة من قاعدتها العريضة حتى قمة هرمها حيث مركز البابوية، مظاهر كثيرة في مختلف المجالات، وفيما يلي تفصيل موجز لذلك:
تفصيل موجز لظواهر طغيان رجال الكنيسة:
كان لطغيان رجال الكنيسة عدة ظواهر شملت المجالات التالية: الطغيان الديني الذي جر إلى احتكار العلم واضطهاد مخالفي آرائهم من علماء الكون - الطغيان السياسي- التهالك على جمع المال - الإسراف والبذخ والانغماس في الشهوات والملذات - وفيما يلي تفصيل موجز لذلك.
* * *
الطغيان الديني:
تسلم رجال الكنيسة سلطة دينية عظيمة تكاد تكون سلطةً مطلقة، دون أن يكون لديهم دين صحيح ثابت بمصادر صحيحة، ذات نصوص قطعية النسبة إلى رسول الله عيسى عليه السلام، أو نصوص قطعية النسبة إلى