أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري.

وخرَّج أبو القاسم أيضا في (الفوائد) بسندٍ إلى القاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي، أن الوالي

بسرقسطة أراد تقديم قاسم القضاء بها، فأمر أباه ثابثا أن يعلمه بذلك، فأعلمه أبوه بالخبر، فأبى، فأخبر

أبوه الوالي بذلك، فقال: إن لم يفعل ما أمرته به، أخرجته عن بلدي، فقال له أبوه: يابني تكلفني في

آخر عمري الخروج عن بلدي، والتطوف بالبلدان. فقال له: يا أبت أمهلني إلى غد. فلمَّا أتى الليل،

صار قاسم في محرابه، فصلَّى طول ليلته، وأصبح ميتا في محرابه رحمة الله عليه، وندم الوالي

على ذلك، وقال: ليتني لم آمره بما يكره.

قال أبو إسحاق:

وإنما جئت بهذين الخبرين اعتباراً وإجلالاً، وإعلاماً بمكانة هذين العالمين العاملين عند الله تبارك

وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015