واجْتَمَعْنَا في وشاحٍ ... وانتظمنا نَظْمَ عِقْدِ
وَتَعَانَقْنا كَغُصْنيْ ... نِ وقدَّانا كقدِّ
ونُجُومُ الليلِ تَحكي ... ذَهبا في لاَزَ وَرْدِ
وهذا تشبيه مصيب؛ ساقه في لفظ مختصر عجيب. ومثله في الحسن وانطباع الألفاظ والمعاني، قول
أبي بكر محمد بن أحمد الدِّمشقي الغسَّاني، وهو:
كَأَنَّ نُجُومَ الليْلِ حول مِجَرِّها ... وقد حدَّ منها للْغُروب عَزَائمُ
جُفُونٌ حَمَاهَا الشوقُ أن تُطْعَمَ الكَرى ... فَأَعْيُنُهَا مستيقظات نَوائمُ
وَوَصف النُّجوم وقد ظهرت في الماء، بعض الشعراء المجيدين فأحسن:
اُنْظُرْ إلى زُهْرِ النُّجُومِ وقَدْ بَدَتْ ... في النَّهْر يعجبُ ذَاتُها من ذَاتِهَا
فَكَأَنَّهَا سِرْبُ الحِسانِ تَطَلَّعَتْ ... لِترى منَ المرآةِ حُسْنَ صِفاتِهَا
وقال الأديب أبو تمام غالب بن رباح الأندلسي:
أَصِلُ السُّرَى والليل في خوضي له ... بَحْر رَكِبْتُ عليه أَسْبَح زورق
وَالأفقُ قد نظمَ النجومَ كَأنَّها ... دُرٌ تَنَاثر في بساط أزرقِ