أتتنا تَبختر في مَشْيِها ... فَحَلَّتْ بوَادٍ كَثيرِ السِّباعِ

وريعتْ حِذَاراً على طِفْلهَا ... فَنَادَيْتُ يا هذه لا تُرَاعي

غَزَالُكِ تَفْرَقُ منه الليوث ... وتنصَاعُ منه كماةُ المصاعِ

فَوَلَّتْ وللمسك من ذَيْلهَا ... على الأرضِ خَطٌّ كَظَهْرِ الشجاعِ

وأخبار أبي عامر معْروفة، وَمَنَازِعُهُ شريفة. وقد أثبتَ ابن بسام في كتابه؛ من نوادره القصَار

والطِّوال؛ وتعريفَاته السائرة سير الأمثال؛ ما لا يُحَاطُ بإِحصائه؛ ولا يلحق غاية انتهائه. وفيه يقول:

كان أبو عامر بن شهيد (بقرطبة) ينبوع آماتها؛ ومادَّة حَيَاتِها، وحقيقة ذاتها، ومعنى أسمائها

ومُسَمَياتها. نادرة الفلك الدَّوَّار؛ وأُعجوبة اللَّيل والنَّهَار إنْ هَزَلَ؛ فَسَجْعُ الحَمَامِ؛ وإن جَدَّ؛ فَزَئيرُ الأسَد

الضرغام. له نظمٌ كما اتسق الدُّرُّ على النحور؛ ونَثْرٌ كما خُلِطَ المِسْكُ بالكافور.

وقد أثبتنا من مقطوعاته الغزليات في هذا التأليف، ما فيه أمنية الخالي، ولهو اللاهي؛ ويشهد له

بالتقديم والتناهي. ويجنح بالكبير إلى الصِّبا؛ ويكون حجة لمن صَبا.

حكى عن نفسه رحمه الله قال: لما قدم زهير فتى ابن عامر حضرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015