وسوْفَ أَجْشَم نَفْسي سيْرَ تلكَ إلى ... بيتٍ أطافَ بهِ في فُلْكِهِ نوحُ

قَبْرٌ بِيَثْرِبَ هَمِّي لوْ ظَفِرْتُ بِهِ ... ومقْصدٌ بِجِبالِ الطَّفِّمَطْرُوحُ

منْ كانَ في جَفْنِه دَمْعٌ يَضِنُّ بِهِ ... فُإنَّ دَمْعي لأهلِ البيتِ ممْنُوحُ

آلَ النَّبيِّ لَقدْ سُقْيتُمُ عَلَلاً ... كأسَ المَنايا فَمَغْبُوقٌ ومَصْبُوحُ

صَلَّى الإلهُ على أشْلاءِ مُنْجَدلٍ ... بِكَرْبلاءَ يُحَيِّي رَوْحَه الرُّوحُ

أوْفى على معْرِك الأبْطال مُحْتَسِباً ... ليْت شِعَاراهُ تَهْليلٌ وتَسْبيحُ

يافارساً هاشمِياً ما أضرَّبِه ... تثاقُلُ القومِ إذْ نادَاهُمُ رُوحوا

طاروا وأثْبَتَ في الهيْجَاء أَخْمَصَهُ ... صبْراً، وكانَ لَهُ عنْها مناديحُ

حتَّى ثَوى الفارِسُ الحجَّاجُ يتْبَعُهُ ... منْ هاشِمِ الخَيْرِ فُرْسانٌ جَحاجِيحُ

لمْ يتقوا الضرْبَ بالأكتافِ إذْ صُرِعوا ... بل النَْجيع على اللَّبَّاتِ مَنْضُوحُ

تنْدى الوُجُوه نجِيعاً وَهْيَ مُشْرِقةٌ ... كَأنَّها في دُجَى الهَيْجَا مَصَابيحُ

لوْ كُنْتُ شاهِدَ يوْمِ الرَّوْعِ قُلْتُ له ... لشائحُ القومِ جَلْدٌ دونهُمْ شِيحُ

ولا اخْتَضَبْتُ أمامَ الصِّفِّ منْ جَسَد ... جُوداً بنَفْسي، وبعْضُ الجُودِ مرْبُوحُ

ضلَّتْ حُلُومُ أناسٍ كيفَ لمْ يَرِدوا ... نارَ الكِفاحِ، وزنْدُ الحرب مقدُوحُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015