مِثْلُ مَفْقُودِكَ اسْتباحَ حِمى الصَّبْ ... رِ كما مِثْلكَ ارْعَوى للنَّصيحِ
فاصْطَبِرْ وارتقِبْ مُراجَعَةَ الحُسْ ... نى مِنَ اللَّهِ فَهْوَ غيرُ شحيحِ
قوله في أول القصيدة (وقوف الطَّليح) يريد الفَاتِرُ المُعْيي.
يقال طَلَحَ الرَّجُلُ يَطْلَحُ طَلْحاً: إذا عَيِيَ وفَتُرَ. قال الشاعر:
لقدْ طَلَحَ البينُ القَذُوفُ ركائبي ... فَهَلْ أَرَيَنَّ البَينَ وَهْوَ طليحُ
ويقال: ناقةٌ طليح أيضاً بغير هاء. وأنشد أبو العباس أحمد بن يحيى لأبي حية النُّمَيْري:
وقالوا حماماتُ فَحُمَّ لِقاؤُها ... وطَلْحٌ فَزِيرَتْ والمَطِيُّ طليحُ
وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ كُفارَ قريش لَمَّا بَلَغَهم إسْلامه ثاروا عليه، فمَا برِحَ
يُقاتِلُهُم حتّى طَلَحَ. والطَّلَحُ أيْضاً، النِّعْمَةُ. قاله ابن السكيت وأنْشد قول الشاعر:
كم رأيْنا من أُناسٍ هَلَكُوا ... ورَأينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ
أي: صَاحبُ نِعْمة.
وكتب لأحد أصحابه يُعَزِّيه في ابنة أخ له من خطه أيضاً:
صبْراً أبا عبد الإله عنِ الَّتِي ... سَلَبَتْ جميلَ الصَّبْرِ يوم تَوَلَّّتِ
عنْ دُرَّةٍ جَلَّى الضَّريحُ جَمَالَها ... وعَقيلةٍ بالمَكْرماتِ تَحَلَّتِ
حُجِبَتْ بِتُرْبِ القَبْرِ عنْ أبْصارِنا ... لكِنَّها بينَ الجوانِحِ حَلَّتِ