فتستحرمَ له العَنْز، وأن الرجل ليغني فتشتاقُ إليه المرأة. أُخْصوهُم. فقال له
عمر بن عبد العزيز إنها مُثْلة وطلب إليه فخلَّى سبيلهم.
قال: ولَمّا كان ذلك من أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عادَ الشعراء بعد ذلك يُكنون عن
النساء بالشجر، والثِّيابِ، والأزُرِ، والحُلَلِ، وما أشبهها. من ذلك قول أحدهم:
فيا سَرْحَةَ الرُّكْبانِ ظِلُّكِ بارِدٌ ... وماؤُكِ عذْبٌ لو يُباحُ لشارِبِ
ومنه قول حُمَيْد بن ثور الهلالي:
أبَى الله إِلاَّ أنَّ سرْحةَ مالِكٍ ... على كلِّ أَفْنانِ العِضاه تروقُ
فالسرحة في هذين البيتين كناية عن امرأتين.
وقال الآخر:
يا سرحَةً حرمتْ عليَّ وإنَّها ... لألذُّ منْ ماءِ الحياةِ وأعْذبُ
ما بعد ظلِّكِ لي مَقيلٌ فاعْلمي ... كَلاّ ولالِيَ بعد مائكِ مشربُ
والسَّرحة: الشجرة الملياء، ليس فيها شوك، ترتفع وتطول. وقال عمر بن