اختلافا متباينا، ونحن نذكر بعض ما قيل في ذلك. روى ابن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس، رضي الله عنه، أنّه قال: إنّ مدّة ما بين آدم، عليه السلام، إلى نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، خمسة آلاف سنة وسبع مائة وخمسين سنة. فمن آدم إلى نوح، عليهما السلام، ألفان ومائة سنة. ومن نوح إلى إبراهيم، عليه السلام، ألف ومائة سنة وثلاث وأربعون سنة. ومن إبراهيم إلى موسى، عليه السلام، خمس مائة سنة وخمس وسبعون. ومن موسى إلى داود، عليه السلام، مائة سنة وتسع وسبعون سنة. ومن داود إلى عيسى، عليه السلام، ألف سنة وثلاث وخمسون سنة. ومن عيسى إلى محمّد صلى الله عليه وسلّم، ستّمائة سنة.

وروي عن الواقديّ، رحمه الله، أنّه قال: من هبوط آدم إلى مولد نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، أربعة آلاف سنة وستّمائة سنة. وروي عن وهب بن منبّه، رحمه الله، أنّه قال: مضى من الدنيا خمسة آلاف سنة وستّمائة سنة.

هذا ما رواه محمّد بن سلاّم القضاعيّ، وقال: وأمّا أصحاب التاريخ فيزعمون (8) أن برهان التاريخ من لدى الطوفان إلى الهجرة واضح عندهم من جهة تقويم الكواكب على ذلك، وأنّه لا برهان عندهم على تاريخ آدم، عليه السلام. وذكروا أنّ من أوّل يوم من الطوفان إلى أوّل يوم من الهجرة ثلاثة آلاف سنة وسبع مائة سنة وخمس وعشرون سنة فارسيّة وثلاثمائة وتسع وأربعون يوما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015