قال: فطرب ذلك الشيخ طربا جيّدا وقال: أحسنت والله، يا إبراهيم. -قال: فو الله لقد داخلنى من الحنق أن أضرب العود فى رأسه. ثمّ استرجعت، فقال: زدنى، يا إبراهيم (?)! -قال: فقلت فى نفسى: اصبر على هذا الشيخ الجاهل فى هذا اليوم واجعلها أحنفيّة! قال: ثمّ غيّرت الطريقة التى كنت عليها وضربت استبداء مقترحا (?) وغنّيت <من الكامل>:
الحبّ أوّل ما يكون مجانة (?) … تأتى به وتسوقه الأقدار
حتى إذا سلك الفتى لجج الهوى … جاءت أمور لا تطاق كبار
نزف البكاء دموع عينك فاستعر … عينا لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكى بها … أرأيت عينا للبكاء تعار
قال: فتمايل الشيخ طربا ونعر ارتياحا وقال: أحسنت والله، يا با إسحق. - قال: فقلت: رجع الشيخ عن إساءته. -ثمّ قال: لعلّ إحسانك فى الازدياد. -قال: فقلت: حبّا وكرامة. -ثمّ غيّرت الطريقة وانتقلت إلى غيرها وغنّيت <من البسيط>:
يا مورى الزّند قد أعيت قوادحه … اقبس إذا شئت من قلبى بمقباس
ما أقبح الناس فى عينى وأسمجهم … إذا نظرت فلم أبصرك فى الناس
قال: فقال: مليح والله. فهل لا أكافئك على إحسانك؟ -قال: فقلت فى نفسى: وما عسى أن يكون فى قدرة هذا الشيخ الأحمق لى فى المكافأة؟ - قال: فقلت: بلى والله، يا عمّ. -قال: فتناول العود وسارّه شيئا (19)