ولو أمكن السعى كلّ القلاع … لجاءت إليك وكلّ الثغور
وقلعة مصر فقد عمّها … جزيل التهانى وفرط الحبور
فلا زلت تملك رقّ الملوك … وتعفو عن الذنب للمستجير
وبغداد لا تنسها إنّها … مخبأة لكم فى الخدور
شهاب الدين أحمد الشرمساحىّ يقول <من البسيط>:
ولّى المظفّر لمّا فاته الظفر … وناصر الحقّ وافى وهو منتصر
وقد طوى الله ما بين الورى فتنا … كادت على عصبة الإسلام تنتشر
لله عقبى الناس قد رجعت … إلى الصلاح الذى قد كان ينتظر (?)
فنالهم من بعد خوفهم أمن … تشاركت فيه أهل البدو والحضر
فلتطمأنّ قلوب أمنها رهب … ولتغمضنّ عيون نومها سهر
الله أذهب عنّا الحزن فانفرجت … عن القلوب كروب صفوها كدر
إنّ الزمان الذى عمّت إساءته … على البريّة أمسى وهو معتذر
فقل لبيبرس إنّ الدهر ألبسه … أثواب عارية فى طولها قصر
وقد أتى يستردّ الآن ما غلطت … به عليه ليال دأبها الغرر
لمّا تولّى تولّى الخير عن أمم … لم يحمدوا أمرهم فيها ولا شكروا
فما مشى للورى حال بدولته … ولا استقاموا على الحسنى كما أمروا
وكيف تمشى به الأحوال فى زمن … لا النيل أوفى ولا وافى به مطر
وكلّ خضراء أمست وهى يابسة … والرزق تيسيره للمرتجى عسر
هيهات قد دهمته كلّ نايبة … لقدر كلّ عظيم عندها صغر