راموا، وقد حشدوا، غلبا فما غلبوا … وحاولوا النصر تضليلا فما نصروا
أتوا وقد مكر الله العزيز بهم … فردّ طغيانهم بالغيظ إذ مكروا
وضيّقوا الأرض من سهل ومن جبل … كأنّما هم جراد فيه منتشر
داسوا بلادك لا يثنى أعنّتهم … عن قصدها جهلهم والتّيه والبطر
غرّتهم فلتة فى الدهر عن غلط … منها فخلّت بهم من بعدها العبر
وأمّلوا أنّها مثل التى (?) … ذهبت
فعوّدوا ودماهم فى الفلا غدر
قابلتهم بجيوش ما لهم (?) … قبل
ببأسها فلقد قلّوا وإن كثروا
أفنيتهم بليوث منك باسلة … وهل تقاوم آساد الشرى الحمر
فكم قتيل له من بعد صولته … تحت السنابك أمسى وهو منعقر
عصابة لم تزل بالحقّ ظاهرة … فى الحرب بالله والأملاك تنتصر
من سيّد الرسّل بالتأييد قد وعدت … فالنصر يخدمها ما زال والظفر
يا وقعة المرج مرج الصفّر افتخرت … بك الوقايع فى الآفاق والعصر
رفعت بالنصر أعلام الهدى ولقد … جرّدت للشرك كسرا ليس ينجبر
يوم تدارك جمع المسلمين به … من لم يزل فى يديه النفع والضّرر
يا من أوامره والله يعضده … بها الليالى مع الأيّام تأتمر
لولا يثبّتك الله العزيز به … لم يبق للناس (16) لا سمع ولا بصر
قرّت به أعين الإسلام وابتهجت … به القلوب وكادت قبل تنفطر
يا مخجل السيف عزما وهو منصلت … والمرعب الليث بأسا وهو منتصر
والثابت الجأش والأقدام فى دحض … فيه التشبّت إلاّ أنّه عسر