ودخل [الشيخ عبد الرحمن] على الخواتين بهدا العلم، وحضى (?) عندهم، وحضى عند ام الملك احمد اغا. والتاف (?) به احمد اغا من صغره حتى ملك بعد اخيه ابغا، فحكم الشيخ عبد الرحمن فى جميع ممالكه، ورسم له انه لا يركب فى ساير الشرق جميعه الاّ بالجتر. وكان السلطان الملك المنصور-تغمده الله برحمته-قد قال من المشافهه على لسان القاضى قطب الدين الرسول: «ما اثق الا بالشيخ عبد الرحمن وحضوره الينا».
فوصل الى دمشق حسبما دكرناه.
وعند وصول السلطان دمشق وردت القصاد بالاخبار ان الملك احمد اغا قد قتل وتولى مكانه اخوه ارغون ابن (?) ابغا ابن هلاوون.
كان الملك احمد اغا قد سير خلف ارغون-ابن اخيه-عسكر (?)، وهو يوميد مقيم بخراسان، وكان ابوه ابغا قد تركه بخراسان. فلما تولى الملك أحمد، عصى عليه ارغون، ولم يدخل تحت الطاعه، فسير اليه عسكر كثيف (?) كسره، وأخد اسيرا. واتوا به الى عمه الملك احمد اغا، فاشاروا عليه بقتله، فانه كان ملعون كافر (?)، شديد الباس، فارسا لا يطاق. حكوا عنه انه كان يصفّون له سبع (?) اروس خيل، فيقول لهم:
«ايهم تريدون اركب؟» فيشيروا (?) الى أيهم شاؤا، ولو آخر السبع فيقفز من الارض يصير على صهوته.