وتسكين الدهماء، ويجرى به فى الأقطار رجاء (?) تسليم الأمن والأمان، وتستريح به المسلمون فى ساير الأقطار (?) فى مهاد الشفقة والإحسان، تعظيما لأمر الله، وشفقة على خلق الله. فألهمنا الله تعالى إطفاء تلك النايرة، وتسكين الفتن الثايرة، وإعلام من أشار بذلك الرأى بما أرشدنا الله اليه: من تقديم ما يرجى به شفاء مزاج العالم من الأدواء، وتأخير مما (?) يجب أن يكون آخر الدواء.

وإننا لا نحبّ المسارعة (224) إلى هزّ النصال للنضال (?) إلا بعد إيضاح الحجة، ولا نأذن لها إلا بعد تبيين الحقّ وتركيب الحجّة. وقوّى عزمنا على ما ريناه (?) من دواعى الصلاح، وتنفيذ ما ظهرنا (?) به من وجوه النجاح، إذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن-الذى هو نعم العون لنا فى أمورنا-أشار بذلك رحمة من الله لمن دعاه، ونقمة على من أعرض عنه وعصاه، فأنفذنا أقضى القضاة قطب الدين، والأتابك بهاء الدين، إذ هما من ثقاة (?) هذه الدولة الزاهرة والمملكة القاهرة، ليعرفاهم طريقتنا، ويتحقق عندهم ما تنطوى عليه لعموم المسلمين [جميل] (?) نيتنا.

وبيّنّا لهم أننا من الله على بصيرة، وأن الإسلام يجبّ ما قبله، وأن الله تعالى ألقى فى روعنا أن نتبع الحق وأهله. ويشاهدون نعمة الله على الكافّة بما دعانا اليه من تقديم أسباب الإحسان، فلا يحرموها [بالنظر إلى سالف الأحوال] (?) ف‍ {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (?). فإن تطلّعت نفوسهم إلى دليل يستحكم بسببه دواعى الاعتماد؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015