والتصديق برسالته وبنبوته، وحسن الاعتقاد فى اوليايه (223) الصالحين من عباده فى بريّته {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} (?). كلّ ذلك ببركات محمد عليه أفضل الصلاة والسلم (?).
فلم نزل نميل إلى إعلاء كلمة الدين، وإصلاح أمور الإسلام والمسلمين، إلى أن قبض أبينا (?) الملك الجليل وأخينا الكبير، وأفضا (5_) الملك إلينا. فأفاض علينا من جلابيب ألطافه ما حقّق به آمالنا فى جزيل آلايه وعوارفه. وجلى (?) هدى المملكة علينا، وأهدى عقيلتها إلينا.
فاجتمع عندنا فى قوريلتالى (?) المبارك-وهو المجمع الذى تنقدح فيه آراى-جميع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار ومقدّموا (?) العساكر وزعماء البلاد، واتفقت كلمتهم على تنفيذ ما سبق به حكم أخينا الكبير، فى إنفاذ الجمّ الغفير من عساكرنا التى ضاقت بهم الأرض برحبها من كثرتها، وامتلأت رعبا لعظيم صولتها، وشديد بطشهم إلى تلك الجهة. بهمّة تخضع لها شمّ الأطواد وعزمة تلين لها الصمّ الجلاد (?).
ففكرنا فيما تمخّضت زبدة عزايمهم عنه، واجتمعت أهواهم وآراهم (?) عليه، فوجدناه مخالفا لما فى ضميرنا من أنباء (?) الخير العامّ الذى هو عبارة عن تقوية شعاير الإسلام، وأن لا يصدر عن أوامرنا-ما أمكننا-إلا ما يوجب حقن الدماء،