خرج الى ملتقاه، فوفاه فى الطريق، وعاد فى خدمته الى ان وصل الى البلستين بمكان المعركه. فلما شارف ابغا دلك، وراى قتلاء المغل، بكا (?) حتى كاد يسقط عن فرسه.

ثم سار الى منزلة السلطان، فقاسها بعصا الدبوس، فعلم عده الجيش الدى كان نازل (?) بتلك المنزله. فانكر على البرواناه كونه لم يعرفه بجليه (?) امرهم. فحلف (183) انه لم يكن عنده علم منهم حتى دار كوه فى البلاد. فلم يقبل منه هدا العدر (?)، واراه وجه الحنق وقال: «صدّق من قال انك باغى (?) علينا، وان لك باطنا مع صاحب مصر». فقال [البرواناه]: «يحفظ الله القان، لو كان لى معه باطن ما جردت سيف القتال، وبالغت فى الاجتهاد، وقتلت امرايه وجندى واكابر دولتى (?)، وأسر ابنى، وابن بنتى، وحريمى». فقال [أبغا]: «كل هذا من مكرك ودهاك (?)». ثم التفت الى ايبك الشيخ فقال: «ما تقول؟». فقال: «ما جسّر الملك الظاهر على العبور غيره». قال [أبغا]: «صدقت». ثم قال: «ارنى الميمنه والميسره ومكان القلب».

فاوقف له فى كل مكان رمح (?). فلما راى بعد ما بين الرماح من المسافه، قال:

«ما هدا عسكر يكفيهم ثلثون الف (?) الدين معى». وكان [أبغا] قد امر عساكره ان يتقدموا الى نحو الشام، فسير خلفهم من ردهم (?) من كينوك.

ثم بلغه: «ان السلطان مقيم بحارم، وقد اجتمعت اليه عساكر وجيوش، وقد سمن خيله فى هده المده، الايام، وعلى عزم لقاك (?)». وكان ابغا قد تلفت اكثر خيوله، وهربت جيوشه المجمعه، فراى فى نفسه العجز عن الملتقا (?)، فرد راجعا الى قيساريه.

فلما وصلها، سأل اهلها: «هل كان مع صاحب مصر جمال؟» قالوا: «لا لم نرا (?) معه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015